روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | الحب والكره في الله أول حقوق الأخوة في الإسلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > الحب والكره في الله أول حقوق الأخوة في الإسلام


  الحب والكره في الله أول حقوق الأخوة في الإسلام
     عدد مرات المشاهدة: 2825        عدد مرات الإرسال: 18

من أكثر المعاني التي حث الإسلام عليها في التعاملات بين المسلمين، الأخوة في الله، ففيها من المعاني السامية والقيم الرفعية، ما يؤهل المجتمع المسلم، لأن يحيا حياة متماسكة، دون تشرذم أو غلٍ أو حسد.

فالأخوة في الإسلام مفهوم راق بسمو معانيه، إن معني الأخوة في الله لا نظير له، في جميع الشرائع الوضعية على وجه الأرض، لأنه لا ينبني على أواصر العرق واللون والدم والوطن، إنما على الأواصر الإيمانية، والروابط العقدية، التي لا تنفصم عراها ولا تزول، فالمؤمنون جميعا إخوة، مهما إختلفت ألوان بشرتهم، ومهما اختلفت أرضهم وديارهم وأوطانهم، يربطهم جميعا رباط الإيمان والإسلام، كأنهم روح واحدة حلت في أجسام متفرقة، أو كأنهم أغصان متشابكة، إنبثقوا من دوحة واحدة.

هكذا ينبغي أن يكون المؤمنون، فإن وجدت إيمانا بلا أخوة صادقة، فإعلم أنه إيمان ناقص، وإن وجدت أخوة بلا إيمان، فاعلم أنه التقاء مصالح، وتبادل منافع، وليست أخوة إيمانية، إذ إن الأخوة ثمرة حتمية للإيمان، قال تعالي: {إنما المؤمنون إخوة... } [الحجرات:10].

وفي هذا الشأن يقول فضيلة الشيخ محمد حسان: يوم أن ضاع هذا المعني العظيم -الأخوة في الإسلام- وأصبح المؤمن ينظر إلى أخيه الذي جاء من بلد مسلم آخر، نظرة الغرابة والغربة، لما ضاع المعني الحقيقي للأخوة أصبح المسلم يري أخاه المسلم، ويري أخته المسلمة، تذبح هنا وهناك، فينظر ويهز كتفيه ويمضي، وكأن الأمر لا يعنيه، وربما يري على شاشات التلفاز المسلم يُذبح في الصومال، أو فلسطين، أو العراق، أو كشمير، وطاجكستان، أو الفلبين، أو مصر، أو أي مكان، وهو ينظر بعينه، وسرعان ما يهز كتفيه ويمضي، وكأن الأمر لا يعنيه لا من بعيد ولا من قريب.

ويواصل الشيخ حسان حديثه، عن أسباب تراجع مفهوم الأخوة في الإسلام، مشيرا أن السبب في ذلك، يرجع الى أن الأخوة في الله أصبحت باهتة باردة، لا تتعدي مجرد الكلمات، لا تتعدي مجرد لغة الشجب والإستنكار فحسب، حتي الشعور فقد مات، إلا من رحم ربك جل وعلا.

وقد طالب حسان كل مسلم، أن يحمل هم هذا الدين، وهم هذه العقيدة، وهم هذه الأمة، مضيفا أن الهموم بقدر الهمم، فمن الناس من يحمل هم الأموال، ومنهم من يحمل هم الدين، ومن الناس من يحمل هموم أسرته، ومنهم من يحمل هموم أمته، ومنهم من لا هم له، سوى أن يجمع المال، ولو كان من الحرام، ومنهم لا هم له سوى أن يستمتع بامرأة حسناء في الحلال أو في الحرام.

وأضاف الشيخ حسان، أن من أعظم حقوق الأخوة في الإسلام، الحب في الله، والبغض في الله، مشيرا أن المسلم لن يتذوق طعم الأخوة إلا بهذا، مؤكدا أنه قد أصبح الولاء الآن على غير هذا الأصل، وأصبح البراء علي غير هذه الغاية، الحب في الله والبغض في الله، ففي الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود من حديث أبي أمامة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان» البخاري.

والحب في الله شيء غال، وأمر عظيم، ففي حديث أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ينادي ربنا جل وعلا يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» مسلم، أيضا كما في الصحيحين من حديث أنس: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله. وأن يكره أن يعود في الكفر، بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف به في النار»، بل وفي حديث أبي هريرة أيضا، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن رجلاً زار أخاً له في قرية فأرصد الله له على مدرجته أي: علي طريقه ملكاً، فقال له الملك: أين تريد؟ قال: لأزور أخاً لي في هذه القرية، فقال له الملك: هل لك عليه من نعمة تربها عليه؟ أي: تريد زيادتها قال: لا غير أني أحببته في الله، فقال له الملك: فإني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه» مسلم.

ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لو قام رجل يعبد الله بين الركن والمقام سبعين سنة لحشر يوم القيامة مع من يحب، كما إنه لا يصح لك دين إلا بالولاء والبراء، بالحب في الله والبغض في الله، يقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصاري أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} [المائدة:51].

الكاتب: عماد عنان.

المصدر: موقع رسالة الإسلام.